أنا والليل وحنانكِ

حبيبتى أسترجع لمسة حنانكِ بالأمس فوق أناملى
أستشعر دفء أحضانكِ يذيب جوامدى
واليوم جن الليل حبيبتى فأعود من رحلتى معكِ بين الذكريات
إلى رحلتى معكِ بين النجوم فكل مافى الليل يذكرنى بكِ
هدوء الليل وسكونه . رقة نسماته ونجومه
كله يذكرنى بكِ . بل كل شئ يذكرنى بك
حتى هذة الأصوات الصاخبة
لاتعلو فى أذنى وقلبى على نبضات صوتكِ وهمسات كلماتكِ
فالكل يحاول أن يحول بينى وبينكِ
والكل يذكرنى بما كان بينى وبينكِ
فكل شئ لا يريد أن أختلى بكِ
ولكنى لاأملك الا أن أختلى بكِ حتى فى وجودهم
بل أنتِ فى وجودهم أقرب
فأنتِ فى ملحى وفى شهدى فى حديثى وفى صمتى
وأنت أبتسامتى ودمعى . كل كلماتهم تذكرنى بكِ
فهذة كلمة كانت بيننا . فكيف كانت تخرج من فمك ؟



أنتِ ليس كمثلهم فكل شئ فيك يختلف
الحروف تختلف . المعانى تختلف
لكل سكته هدف ومغزى وتلك إيماءه تغنى عن الكلمة
فأيهم كان مثلكِ ؟
حبيبتى: شوقى اليك بين الضلوع شوق النار فى الهشيم تأكله
شوقى إلى ريقكِ شوق الماء فوق الجمر تطفئه
شوقى اليك هو الذى يحينى يصير قلبى ويشرب نفسى كأسا هيهات هيهات يروينى
ولكنه الأمل . أعيش . أشعر وأتألم
أتمنى أن القاكِ فى الطريق بين أحلامى ياواحتى عند كربى ووقت الضيق
أشتاق اليكِ ياطوق نجاتى . فهل أنتشلتى هذا الغريق ؟
ومازلت أأمل أن القاكِ . بل هو الأمل أن أنساكِ
وهل منا من ينسى تكوينه ؟
وهل منا من ينسى سنينه ؟
وأنت تكوينى وأنت التى بالبعد تكوينى
يوم ميلادى شهورى سنينى
حدودى وأبعادى

فكيف أخرج عن طوق نفسى أغادر حدودها
أجهلها بل أهجرها
فلا يا أحب مافى الوجود لن أنسى تكوينى ولا سنينى
ولسوف أحيا طالما أرقنى ضميرى
فأنتِ ماقبل الأشياء وما بعد الأشياء وما بين الأشياء
أو لم تغرسى فى نفسى كل ورودها
رويتها من ندى جبينك نميتها بحرارة أحضانك
أوعدكِ حبيبتى لن أترك هذة الورود كى تموت أو هذا الزمان كى يفوت
لذلك أوعدك حبيبتى أن أحفظ هذة الزهور
سأقيم حولها ألف جدار وأحميها بألف ألف سور
كل لبنة من لبناتها تضرب إلى الأرض السابعة وتسمو إلى السماء السابعة
يدعمها شوقى الجارف اليكِ وحلو الذكريات لهذا فهى لن تضيع
وستبقى وتبقى أبقى وأخلد من روحى وجسمى
تخالط خلجات نفسى متأصلة فى أنسجة روحى لهذا لن تضيع
لهذا عمرى لن يضيع

فيكِ عرفت نفسى وحدودى . عمرى وسنينى ووجودى
سولى يا أحب خلق الله إلى فؤادى لن أنساك . وكيف أنساكِ ؟
وحبك يادافئة النظرات لن أنساك